سورية محطة توتُّر جديدة بين إيران وتركيا
2024-12-05288 مشاهدة
أظهر الانتقاد اللاذع الذي وجَّهه مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي لاريجاني للسياسة التركية وجود توتُّر واضح بين الجانبين، على خلفية ما يجري في سورية بعد العملية العسكرية التي شنتها فصائل المعارضة ضد مواقع مشتركة للنظام السوري وفصائل مدعومة من إيران.
وفي تصريحه قال لاريجاني: "إنَّ تركيا وقعت في الفخ الذي حفرته لها أمريكا وإسرائيل"، واتهم أنقرة بأنها أصبحت أداة بيد الولايات المتحدة.
تصريح لاريجاني أتى بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أنقرة، ومحاولته إقناع نظيره التركي حاقان فيدان بالتدخل لإيقاف هجوم المعارضة السورية على قوات النظام، ويبدو أن هذه الجهود لم تنجح.
تُعَدّ إيران الخاسر الأكبر من هجوم فصائل المعارضة التي سيطرت على مدينة حلب ذات الأهمية البالغة لطهران ثقافياً واقتصادياً، إضافة إلى قاعدة عزان الإستراتيجية جنوب حلب، والتي تبعد قُرابة 270 كيلومتراً عن مناطق انتشار حزب الله في لبنان، وبالتالي هذا سيترك أثره على نفوذ إيران في لبنان أيضاً.
من الواضح أن إيران تحمِّل الجانب التركي ضِمناً مسؤولية ما يحصل، وتقرأ التقدم الأخير لفصائل المعارضة السورية على أنه توسيع للنفوذ التركي الذي يهتم هو الآخر بشكل خاص بمحافظة حلب المحاذية للحدود الجنوبية التركية.
يدور الحديث حالياً عن إمكانية إبعاد إيران عن مسار أستانا المخصص للحفاظ على اتفاق خفض التصعيد شمال غربي سورية، وهذا سيتم بموجب تفاهم تركي روسي، وبناء على معطيات الميدان الجديدة، وفي حال تم تطبيق السيناريو المذكور فسيكون بمثابة ضربة جديدة للنفوذ الإيراني في المنطقة.
عموماً، من الواضح أن الساحة السورية يتصدرها التوتر التركي الإيراني، ليضاف إلى ملفات أخرى خلافية بين الجانبين مثل أذربيجان وتأسيس ممر زنجزور في أذربيجان الذي تدعمه تركيا وتعارضه إيران، إضافة للخلاف حول العمليات العسكرية التركية شمال العراق.