اغتيال هنية وتعيين السنوار: الدلالات والرسائل والردود المحتملة

اغتيال هنية وتعيين السنوار: الدلالات والرسائل والردود المحتملة

2024-08-12
957 مشاهدة


أقام مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية مساحة صوتية على منصة إكس (تويتر) بعنوان "اغتيال هنية وتعيين السنوار: الدلالات والرسائل والردود المحتملة"، حيث شارك فيها كل من الدكتور عبد الرحمن الحاج، الأكاديمي والباحث المتخصص في الحركات الإسلامية والمراقب للأنشطة الإيرانية في المنطقة، والدكتور جلال سلمي، الأكاديمي السياسي والخبير في الشأن الفلسطيني، وأدار الندوة مدير وحدة الدراسات في مركز أبعاد، الدكتور محمد سالم، وذلك بمشاركة عدد من الناشطين والمحللين والمهتمين. 

تحدث الدكتور جلال سلمي عن البنية الهيكلية لحركة حماس وآلية اتخاذ القرار فيها، مشيرًا إلى أن إسماعيل هنية كان يوصف بالاعتدال، وكان لديه رؤية لتحسين العلاقات مع مختلف المحاور والدول. كما كان يميل إلى التهدئة والهدنة بهدف إعطاء فرصة لأهل غزة لتجاوز الحروب. وأشار سلمي إلى أن اتخاذ القرار في حماس يتم بشكل جماعي أكثر منه فرديًا. وأضاف أن العملية الأخيرة التي نُفذت في 7 أكتوبر اتخذها الجناح العسكري، الذي يُعتبر السنوار عضوًا فيه، وأن الجناح العسكري، المعروف باسم كتائب القسام، غالبًا ما يتخذ القرارات المهمة وهو الأوسع نفوذًا داخل الحركة. 

كما أشار سلمي إلى أن إسماعيل هنية كان يُعتبر "بيضة القبان" حيث كان ينسق بين المكاتب الثلاثة: مكتب الخارج، ومكتب الضفة، ومكتب غزة. وأوضح أن تعيين السنوار يعني تعزيز ثقل مكتب غزة وثقل الجناح العسكري بشكل أكبر، مع ميل نحو تعزيز العلاقات مع محور إيران. كما أشار إلى أنه من المرجح أن تستمر الحرب لفترات أطول مع تعنُّت نتنياهو ووصول قيادة متشددة لحماس من خلال السنوار، الذي ربما سيطالب بانسحاب كامل لإسرائيل من غزة، وهو أمر غير مرجح. حيث من المتوقع أن تظل إسرائيل تحتل جزءًا من غزة لمدة عشر إلى خمس عشرة سنة. 

بدوره، أشار الدكتور عبد الرحمن الحاج إلى أن إسرائيل تهدف من خلال اغتيال هنية إلى تثبيت قواعد اشتباك جديدة تتمثل في توسيع هوامش تحركها ضد إيران، بما في ذلك استهداف أهداف إيرانية داخل إيران نفسها. كما استبعد الحاج أن تلجأ إيران إلى ردود فعل كبيرة، لأن ذلك سيمنح إسرائيل فرصة للقيام بردود فعل واسعة قد تشمل ضرب المنشآت النووية الإيرانية. وأضاف الحاج أن التأخر في الرد الإيراني يمثل فرصة عملية للتنسيق مع القوى الدولية للوصول إلى رد متناسب بحيث لا يؤدي إلى تصعيد كبير أو حرب شاملة. وأشار إلى وجود سيناريوهين محتملين للرد: الأول أن يكون الرد من قبل إيران كدولة، والثاني أن يكون ردًا منسقًا بين إيران وحلفائها في المنطقة مثل حزب الله والحوثيين.