الجهود الأمريكية لحصر التصعيد في جنوب لبنان
2024-10-17506 مشاهدة
تبذل الولايات المتحدة الأمريكية جهوداً حثيثة لحصر التصعيد في جنوب لبنان، وعدم اتساعه لرقعة أكبر وصولاً إلى منطقة الخليج العربي، وتستخدم واشنطن الأدوات الخشنة والدبلوماسية من أجل تحقيق هدفها.
بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على مواقع إسرائيلية مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2024، انخرطت إدارة بايدن الديمقراطية في حوار مع حكومة نتنياهو من أجل تحديد طبيعة الردّ الإسرائيلي المتوقَّع على الهجوم الإيراني وحجمه، وتشير المعطيات إلى رغبة أمريكية بأن تتجنب إسرائيل استهداف المنشآت النفطية أو النووية الإيرانية.
بالتوازي مع المباحثات مع إسرائيل، أجرت السفيرة الأمريكية في بغداد ألينا رومانوسكي (Alina Romanowski) لقاءات مع الأطراف العراقية وخاصة قوى الإطار التنسيقي الحاكمة، وتم التوافُق على وَقْف هجمات الفصائل العراقية الموالية لإيران على القواعد الأمريكية أو الإسرائيلية، مع تحذيرات باستخدام واشنطن قوة ردع كبيرة حال تم الإخلال بالاتفاق.
وفيما يخصّ جماعة الحوثي، وجَّهت واشنطن رسالة قوية لها في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، عَبْر هجمات بالقاذفة الإستراتيجية B2 الشبحية، طالت مستودعات لتخزين الأسلحة في اليمن تابعة للحوثيين، باستخدام صواريخ ضد التحصينات، والهدف هو الحدّ من قدرة الحوثيين على استهداف السفن في البحر الأحمر، أو ضرب أهداف إسرائيلية.
على الأرجح، فإن واشنطن لا تمانع من إضعاف حزب الله اللبناني بما يضمن إنهاء هيمنته على المشهد في لبنان، وبما يؤدي إلى إضعاف قدرته على تهديد إسرائيل، وبالتالي استكمال جهود إنهاء الاستعصاء السياسي في لبنان، وتنصيب رئيس جديد، بعد تعطيل حزب الله لهذا المسار لعدة سنوات سابقة، لكن يبدو أن الجانب الأمريكي لا يرغب بامتداد التصعيد إلى اليمن وحدود الخليج، وتهديد منشآت الطاقة في المنطقة، وتعرُّض حياة الجنود الأمريكيين للخطر، مما سيُظهر ضعفَ القدرات الدبلوماسية للإدارة الديمقراطية، وقد ينعكس سلباً على الانتخابات الرئاسية المقرَّر إجراؤها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.