الحرب الروسية الأوكرانية: إشكالية تغيير المنظورات الأمنية والعسكرية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط
2023-10-282590 مشاهدة
Download PDF
كرّست الحرب الروسية الأوكرانية تدويل تداعيات الأزمة لتشمل نطاقات جغرافية متباعدة عن القارة الأوروبية التي تدور فيها رحى الحرب بين روسيا وأوكرانيا والغرب بشكل عامّ، حيث ما زالت الحرب تخلف انعكاسات معقدة على العديد من مناطق العالم، ذلك أن التأثيرات الجيوسياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية المتوسطة والبعيدة المدى، أصبحت أمراً واقعاً يمكن معاينتها في جميع المناطق وخاصة الدول النامية منها.
في ظل هذه الحرب التي قاربت السنتين تقريباً، وبعد الأزمة الصحية العالمية لفيروس كورونا، شهدت منطقة الشرق الأوسط تحوُّلات جوهرية ومتسارعة على مستوى البنيات الأمنية والتحالفات السياسية وتغييرات في أداء النسق الأمني الذي تم اعتماده منذ بداية القرن العشرين والقائم على الوصاية الأمريكية والبريطانية، وبداية التفكير في تبني سياسات سيادية ذات استقلالية أكبر عن الدول المؤثرة في المنطقة، ومحاولة الدول الرئيسية في المنطقة تكييف قدراتها الذاتية مع المشهد الدولي المتغير مع نهج سياسة تنويع الشركاء الإقليميين والدوليين.
إن الانسحاب الأمريكي النسبي من منطقة الشرق الأوسط -رغم أن الإدارة الأمريكية الحالية ليس لديها الرغبة في الانسحاب مثلاً من العراق، باعتباره إحدى أوراق الضغط على إيران وربطه بتطورات المباحثات الجارية في فيينا لإحياء خطة العمل المشترك (الاتفاق النووي)- وتراجع الدور الأمريكي خاصة في إيجاد حلول للأزمات السورية واليمنية والليبية، دفع بدول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى إيجاد طريقة للتكيف مع التوازنات الأمنية الحالية، من خلال الدفاع عن حدودها وسياداتها وملء الفراغ الذي نتج عن تراجُع الوصاية الأمريكية.
تحاول دول منطقة الشرق الأوسط التركيز على بناء الضمانات الأمنية والعسكرية على أساس رؤية لعالم متعدد الأقطاب من خلال الانصهار مع تحالفات جديدة، والشراكة مع لاعبين دوليين آخرين مثل الصين وروسيا، الوافدين حديثاً على المنطقة العربية، وتهدف دول المنطقة بذلك إلى تنويع شركائها من خلال تعويض دور الفاعل الأمريكي باعتباره الحامي الأكبر للمنطقة والمرتبط باتفاقات أمنية مع العديد من الدول، كدول الخليج حيث تم بموجبها إنشاء العديد من القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة لحشد كافة القدرات العربية والخليجية للتصدي للعدوان الإيراني.
تستهدف الورقة تحليل تأثير وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الإجابة عن فرضية استفادة المنطقة من عالم متعدد الأقطاب في طور التشكل {Multipolarity} بناء على تغير موازين القوى الدولية والإقليمية، ويتناول هذا التحليل المتغيرات الرئيسية والفرعية التي تساهم في تغيير سياسات الدول الأكثر أهمية في المنطقة بناء على منطلقات جديدة ومقولات تُنهي نسبياً الحالة الصدامية بين أطراف النظام الإقليمي والاعتماد على شراكات نوعية تستفيد منها كل الأطراف.
لقراءة الدراسة كاملة، يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية: (اضغط هنا)