ما الذي يمكن قراءته في زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة؟
2024-07-29746 مشاهدة
لقد حظي نتنياهو كعادته باستقبال حافل وتصفيق كبير داخل الكونغرس. كما التقى الرئيس بايدن والمرشح الرئاسي ترامب، والتقى أيضاً المرشحة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس. الملاحظ أن خطاب المرشحة الجديدة هاريس يركز على معالجة القضايا الإنسانية في غزة، وهو الأمر الذي أزعج نتنياهو.
يبدو وكأن إستراتيجية نتنياهو الواضحة بلسان الحال، لا بلسان المقال، القيام بدعم ترامب للوصول إلى سُدّة الحكم، مما سيقوي شوكته بشكل أكبر ويعزز سياسته في استمرار الحرب بشكلها الوحشي. ومع ذلك، ورغم بعض الحديث في خطابات هاريس وحتى بايدن سابقاً عن القضايا الإنسانية في غزة وضرورة وقف الحرب، والوعود المتكررة بقرب الوصول إلى هدنة، من الواضح أن هذه الخطابات مجرد محاولات لاحتواء الرأي العامّ الداخلي المعارض للحرب، ومن الواضح أنها لا تتحول أبداً إلى سياسات ضاغطة على إسرائيل.
لقد حظيت إسرائيل بدعم كامل من الولايات المتحدة في عملياتها العسكرية لأسباب عديدة معروفة، أبرزها الارتباط العميق بين إسرائيل والولايات المتحدة وتأثير اللوبي الموالي لإسرائيل الكبير في واشنطن على كِلا الحزبين وعلى عملية صنع القرار في الولايات المتحدة.
في النتيجة، وعلى الرغم من تفضيل نتنياهو لقدوم ترامب، إلا أنه ليس من المتوقع حصول أي ضغوطات حقيقية عليه في حال وصول كامالا هاريس، التي تحاول الحصول على أصوات الناخبين المعارضين للحرب على غزة من خلال تصريحاتها، التي لن تتحول إلى سياسات. علاوة على ذلك، حتى إذا حدث تغيير لنتنياهو نفسه داخل إسرائيل، لا يتوقع حدوث تغيير في السياسة الإسرائيلية المستمرة في الحرب، حيث هناك ما يشبه الإجماع داخل إسرائيل على الاستمرار في الحرب، والتي يبدو أنها مرشحة للتوسع أيضاً إلى جنوب لبنان، وإنْ كان بشكل محدود.