التعاون الأوروبي في مجال الطاقة مع إسرائيل
2022-06-162050 مشاهدة
عقدت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون ديرلاين" لقاءً في جامعة بن غوريون أكدت فيه أن روسيا تبتزّ الاتحاد الأوروبي وتستخدم الطاقة كسلاح حرب، لذا فإن الاتحاد الأوروبي عازم على التخلي عن الطاقة الروسية. وجاء حديثها هذا بعد لقاءات لها مع وزيرة الطاقة ووزير الخارجية الإسرائيلييْنِ.
وعقب ساعات من كلمة رئيسة المفوضية الأوروبية في إسرائيل ردت روسيا بتخفيض الموارد المتعهَّد بوصولها عَبْر نورد ستريم بـ40%.
وكانت وزيرة الطاقة الإسرائيلية قد أكدت في نيسان/ إبريل الماضي أن إسرائيل تستعدّ لتزويد أوروبا بالطاقة في ظل أزمتها الراهنة، وقد أتى التصريح بعد أن شكّلت إسرائيل فِرَق عمل خاصة ببحث الإمكانات قصيرة وطويلة الأمد لإمداد الطاقة لدول الاتحاد الأوروبي، مما دل على جديتها في ردم فجوة الطاقة الأوروبية.
ويتوقع أن الخيارات المتاحة لإيصال الغاز أمام إسرائيل ستكون معقدة حيث تتداخل فيها مصالح أطراف مختلفة قد تُعطِّل هذه الإمدادات، وهذه الخيارات هي:
1- نقل الغاز الإسرائيلي إلى مصر ثم شحنه إلى دول أوروبا
يبدو الخيار الأسرع من ناحية الوقت والأقل كلفة من ناحية البِنْية التحتية، حيث تقوم مصر فعلياً بنقل كميات من الغاز إلى إسبانيا وفرنسا وبلجيكا بكميات قليلة من الغاز عَبْر البحر.
لكن تعزيز وصول الغاز الإسرائيلي إلى مصر عَبْر خط الأنابيب الموجود حالياً بين إسرائيل ومصر، والذي يمر عَبْر صحراء سيناء، يواجه تحدِّياً أمنياً يتمثل بإمكانية استهداف هذه الخطوط التي طالما تعرضت لهجمات لم تستطع الحكومة المصرية وَقْفها.
2- خيار نقل الغاز الإسرائيلي إلى تركيا
شهد شهر نيسان/ إبريل الماضي زيارات مُتبادَلة رفيعة المستوى بين كل من إسرائيل وأنقرة. ويُعتقد أن مد أنبوب طاقة من إسرائيل نحو تركيا ثم إلى أوروبا كان أحد الموضوعات التي ناقشتها تلك الزيارات.
يُساعد هذا الخيار في تحقيق الهدف التركي في ترسيخ تَمَوْضُعها كمركز عالمي لنقل الطاقة، ولكن هذا الخيار يحتاج إلى عدة سنوات، وقد يُواجَه برفض قبرص واليونان للمشروع، كما قد تسعى روسيا لتعطيل هذا المشروع من خلال تواجُدها في المياه الدافئة عَبْر وجود قاعدة عسكرية لها على السواحل السورية.
3- خيار نقل الغاز الإسرائيلي عَبْر قبرص واليونان
حيث وقّعت هذه الدول على مشروع "ميد إيست؛ بطول 1872 كم عام 2020، وهو ما اعتبرته روسيا تهديداً جيوستراتيجياً لها في ذلك الوقت، كما أشعل المشروع غضب أنقرة بعد استبعادها من المشروع، وهو ما يجعل إمكانية تعاوُن روسيا وتركيا في البحر المتوسط ممكناً لعرقلة المشروع في حال تم بَدْء الإمداد فعلياً.
وفي جميع الحالات سيتطلب الأمر من إسرائيل زيادةَ عمليات التنقيب وتوسيع إنتاج الغاز من حقولها في المتوسط. ويُلاحَظ في هذا السياق أن الوسيط الأمريكي بين إسرائيل ولبنان آموس هوكشتاين قد وصل إلى بيروت في نفس توقيت زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية لإسرائيل، في محاولة لتخفيف الاحتقان على سواحل المتوسط عَبْر تفعيل المفاوضات من جديد.