التقديرات الأولية لكلفة زلزال قهرمان مرعش الاقتصادية
2023-02-091962 مشاهدة
تعرضت تركيا قبل 2023 لعدد من الزلازل؛ كان آخِرها زلزال 1999 الذي ضرب مدينة أزميت وما حولها (قرب ولاية إسطنبول)، وكان الزلزال قد خلّف أكثر من 18 ألف قتيل، وما يقرب من 50 ألف إصابة، ودمر الزلزال 92 ألف وحدة سكنية وتجارية، إضافة إلى أضرار جزئية في 270 ألف وحدة إضافية، وكان البنك الدولي قد قدّر الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الزلزال بـ 12-15 مليار دولار، وهو رقم يتوسط سلسلة من الحسابات التي أجرتها مؤسسات حكومية ومؤسسات خاصة تراوحت أرقامها بين 7 إلى 20 مليار دولار (بحسب منهج كل منها في الحسابات). وعلى أي حال فإن الحدود الدنيا للحسابات الاقتصادية تبقى مرتفعة للغاية وتعني أن ما حصل هو كارثة.
ورغم أن المنطقة التي ضربها زلزال قهرمان مرعش في 6 شباط/ فبراير 2023 هي أقل عمرانيةً من أزميت أو المدن التركية الكبرى كـإسطنبول أو أنقرة أو أزمير، إلا أنها أكبر من الناحية الجغرافية، حيث شملت عشر مدن تركية رئيسية وثلاث محافظات سورية، إضافة إلى عشرات القرى والتجمعات الصغيرة، ويقطن المنطقة الجغرافية التي ضربها الزلزال ما يزيد عن عشرين مليون نسمة. وتعتبر ولاية غازي عنتاب أعلى المناطق أهمية من الناحية الاقتصادية، حيث تحوي تجمعات اقتصادية وتُسهم بحصة كبيرة في الناتج المحلي.
تتمثل التكلفة الاقتصادية الرئيسية للزلزال في كل من تركيا وسورية، بكلفة المنازل التي تهدمت، فهناك 6444 منزلاً مهدماً في تركيا، وحوالي 600 منزل في سورية. ويضاف إلى هذا العدد آلاف من المباني التي ربما لن تكون صالحة للاستخدام رغم أنها لم تتهدم حالياً. كما ينبغي في حساب الكلف أخذ الممتلكات الشخصية للمواطنين بعين الاعتبار، وخاصة السيارات.
ويضاف إلى الكلف الرئيسية الأضرار التي لحقت بالمنشآت والبنى التحتية، فقد تعرض ميناء إسكندرون لضرر كبير، كما انفجرت أنابيب غاز في هاتاي، وتعرضت شبكة مياه ملاطية للتصدع، كما دُمِّرت بعض خطوط السكك الحديدية في غازي عنتاب، إضافة إلى دمار لحق بالمشافي والمؤسسات الحكومية، وهو ما يشكل معظم الكلفة الاقتصادية التي يمكن تقديرها.
وبالاستناد إلى جملة محددات لتقدير الكلفة الاقتصادية لزلزال تركيا، وهي شدة الزلزال مقارنة بزلازل سابقة، وعدد السكان المتأثرين، وطبيعة المدن التي ضربها الزلزال من الناحية الاقتصادية، إضافة إلى التقديرات الأولية للخسائر المعلَن عنها، يمكن الوصول إلى نتيجة أولية تشير إلى تقدير حجم الخسائر بقُرابة 14 إلى 16 مليار دولار أمريكي وسطياً.
وفي المحافظات السورية التي تعرضت للزلزال؛ والتي تُعتبر أقل عمرانية من المناطق التركية، لأسباب متعددة أبرزها الدمار الذي لحق بها في زمن الحرب، وضعف النشاط الاقتصادي الذي أصابها وتوقف تحديث البنى التحتية، فإن الخسائر الرئيسية قد تنحصر في الأبنية الطابقية (التي تتكون من أربعة طوابق وسطياً) والبنى التحتية المتهالكة، وبعض المؤسسات ذات النفع العامّ، هي خسائر يمكن تقديرها بين 200 إلى 300 مليون دولار أمريكي ككلفة مباشرة.